الكرة التى لعبنا بها .. فلعبت بنا (رياضة)
الكرة التى لعبنا بها .. فلعبت بنا - رياضة على منصة تجربة |
مما نذكر من كلام آبائنا وأهلينا من مشجعي الكرة المخضرمين أن مقاعد المشجعين فى ملاعب الكرة أو كما يطلق عليها المدرجات لم تكن مقسمة كما هو الحال فى أيامنا هذه ، كانت عبارة عن مصاطب أسمنتية يجلس عليها الجميع جنب ، تذهب الأسرة أو المجموعة سوياً إلى الإستاد فيجلس الجميع فى نفس المكان لا فرق بين أهلاوى و زملكاوى ، مشجع الهلال يجلس إلى جوار مشجع النصر ، عاشق اتحاد العاصمة كتفه فى كتف عاشق شبيبة القبائل ، يذهب الجميع فى حب و ود واحترام ويعودون بنفس الحب والود والاحترام ، فما الذى تغير ؟؟
حدث أن تكونت روابط المشجعين "الألتراس" وتسابق الكل – إلا من رحم ربى – على تأليف وترديد الصيحات والهتافات العدائية ، ومع تعدد وسائل الإعلام المقروء منها والمرئي ازدادت الفرقة ، ومع انتشار وسائل "التواصل" الاجتماعى .. زادت حالة "التنافر" والاستقطاب والعدائية بين مشجعي الفرق المتنافسة ، وزاد التلاسن والتراشق بالألفاظ والسباب ، وتطور إلى تشابك وتناحر واعتداء على الأرواح قبل الممتلكات ، الأمر الذى كنا نستغرب من حدوثه فى ملاعب أوروبا وأمريكا اللاتينية ، أصبحنا نعيشه في بلداننا العربية هذه الأيام ، وكأن لسان حالنا يقول : "لن نأخذ من الغرب إلا عيوبه"!!
المحزن فى الأمر أن ذلك التعصب المذموم انعكس على كافة أشكال حياتنا فترى ذلك قد تعصب لحزب فلا يرى إلا برأيه ، وترى ذاك قد انحاز لمذهب فأغلق عينيه و صم أذنيه عما سواه وترى ثالث أحب لاعباً أو ممثلاُ أو مطرباً فلا يقبل أى إنتقاد له حتى وإن كان صاحب النقد موضوعياً ، فهل هذا يعقل ، وهل نحن قد فقدنا انتماءاتنا الأصلية فأصبحنا نبحث عن أى انتماء ننتميه حتى ولو كان لحذاء كرة قدم !!
جميلة هى كرة القدم حين تكون بأقدامنا ، خبيثة هى إذا ما انتقلت إلى قلوبنا وعقولنا ، جميلة إذا ما كانت رياضة وترفيه ولهو مباح ، خبيثة إذا ما تحولت إلى حرب وصراع وتنابز بالألقاب ، كم أعشق كرة القدم حين نلعب بها وكم أبغضها حين تلعب هى بنا.
مقال رياضي والمصدر رقيم
بقلم: أحمد المُلّا
تعليقات
إرسال تعليق